في الواقع هناك تحديات كبيرة تواجه احتمالات ارتفاع أسعار الذهب في عام 2013، لذلك يتوقع العديد من الخبراء والمحللون انخفاض أسعار الذهب خلال العام 2013 الجاري بسبب خمسة عوامل أساسية سيتم ذكرها في المقالة وهي كالآتي:
1- فقر الطلب
ما يقرب من 50٪ من الطلب على الذهب يأتي من دولتي الصين والهند. وحالياً انخفض الطلب في الهند بشكل كبير بسبب تضافر الجهود من الحكومة لتقليل واردات الذهب. حيث قيدت الحكومة الهندية البنوك عن إصدار قروض لشراء الذهب، وقد تمت زيادة مطردة في رسوم الاستيراد الجمركية على الذهب. وفي الوقت نفسه لا يزال الطلب علي الذهب في الصين ضعيفاً، وفي ظل التوقعات بانخفاض معدلات التضخم، تبدو الأسهم جاهزة للانتعاش في عام 2013 الأمر الذي سيؤدي لنشاط الاستثمارات بعيداً عن الذهب.
2- زيادة عرض الذهب
عندما ينخفض ​​الطلب على الذهب، فإنه من المتوقع زيادة المعروض منه في عام 2013. ومن المتوقع أيضاً زيادة إنتاج ذهب جديد من خلال المشاريع الجديدة للتنقيب عن الذهب والتي سيظهر إنتاجها بشكل أكبر خلال العام الجاري عن عام 2012.
وقال محلل السلع “روهيت سافانت” انه يرى إنتاج الذهب من المناجم سيرتفع بنسبة 4.3٪ لترتفع بذلك نسبة المعروض من الذهب من 80,5 مليون أوقية (أونصة) إلى 83,9 مليون أوقية في عام 2013.
3- انخفاض معدلات التضخم
تراجعت توقعات التضخم في أهم دول العالم، فمثلاً لا تزال توقعات التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية (الاقتصاد الأول بلا منازع) لعام 2013 عند نسبة 1,5% فقط وذلك وفقاً لما قاله “ماريو دراجي” رئيس البنك المركزي الأوروبي. أما بالنسبة للاقتصاد الأوروبي الذي عاني الكثير من المشاكل الاقتصادية خلال العامين الماضيين فمن المتوقع أن تكون معدلات التضخم فيه أقل من 2% خلال عام 2013. وإلي الصين أحد أهم الاقتصادات في العالم فمن المتوقع ألا تزداد معدلات التضخم عن 2%. في حين أن اليابان مستمرة في التضخم السلبية.
4- استقرار الدولار الأمريكي
الدولار الأمريكي هو العملة الأولي عالمياً كما هو ليس خفي علي أحد وهو المحدد لمستوي أسعار الذهب، وفي الوقت الحالي لا يقع الدولار تحت أي ضغوط من شأنها تراجع سعر صرفه خلال عام 2013 خاصة في حين وجود عوائد سلبية في منطقة اليورو واتخاذ اليابان سياسة توسعية مما لا يجعل من اليورو الأوروبي أو الين الياباني ملاذا للمستثمرين في ظل قوة الدولار الأميركي. كما أنه من المرجح أيضاً أن يستمر اليوان الصيني ضعيفاً أمام الدولار في ظل سعي الحكومة الصينية للخروج من حالة التباطؤ الاقتصادي عن طريق تحسين صادراتها.
5- الاستثمارات البديلة
كان ضعف أداء الأسهم في العقد الماضي سبباً رئيسياً وراء ارتفاع أسعار الذهب لهذه الدرجة. وذلك في ظل خروج الاقتصادين الرئيسيين في العالم من حالة النمو الاقتصادي البطيء وهما الولايات المتحدة الأمريكية والصين، في حين كانت تتبع كل من اليابان والاتحاد الأوروبي سياساتها التوسعية. وفي ضوء انتعاش حالة الأسهم العالمية في عام 2012 من المتوقع أيضاً أن يستمر هذا الاتجاه في العام الحالي مع إقبال المستثمرين علي الحصول علي مكان آخر للاستثمار بعدما تعبوا من أداء الذهب خلال عام 2012. لذلك من المتوقع أن تشهد الأسهم زخماً أكبر في عام 2013 في ظل ابتعاد المستثمرين عن الاستثمار في الذهب ما سيؤثر بالضرورة علي مستوي أسعاره.
في النهاية يجب التنويه إلي أن هذه المقالة ليس القصد منها النصح بالابتعاد عن الاستثمار في الذهب الذي كان وما زال استثماراً جيداً والملاذ الآمن بلا منازع لكل من يخشي علي أمواله من مخاطر التضخم وعدم الاستقرار الاقتصادي أو السياسي أو غيرهما، وليس لدي أحد يقين قاطع في مستقبل أسعار الذهب. لكن Arab Gold Price كموقع محايد هدفه الوحيد هو خدمة زوارنا الكرام المهتمين بالذهب سواء من المستثمرين أو المستهلكين وتوفير لهم كل ما يمكن أن يفيدهم من معلومات مجاناً، لذا واجبنا أن نلفت نظرك إلي كل ما يمكن أن يؤثر علي مستوي أسعار الذهب من عوامل وأخبار وآراء والتي حتماً ستساعدك علي اتخاذ القرار الصائب في النهاية. وبالرغم من أهمية هذه المعلومات إلا أنك صاحب القرار والذي يجب أن يكون قد تم اتخاذه بعد أن تقوم بعمل أبحاثك الخاصة أو التشاور مع مستشارك المالي أو احد الخبراء أو المهتمين بهذا المجال. وتتشرف إدارة الموقع باستقبال استفساراتكم وتعليقاتكم وعرض آراء وتوقعات ومقالات الخبراء من زوارنا الكرام، متمنيين التوفيق للجميع.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
بورصة الرباط © جميع الحقوق محفوظة